/الإتجار في البشر جريمة العصر

الإتجار في البشر جريمة العصر

الإتجار في البشر جريمة العصر

                                            إعداد أميمة الشريف

لماذا يعد الإتجار في البشر جريمة ؟

يعد الإتجار في البشر انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية تمتدّ آثارها لتشمل العديد من الدول وتختلف صورها وأنماطها من دولة إلى أخرى

والإتجار بالبشر هو عبارة عن أنشطة يمارسها شخص ما على شخص آخر لإرغامه على العمل قسراً في أي مجال لا يرغبه الشخص لمصلحة من أرغمه.

فالاتجار بالبشر هو صورة من صور الإكراه على العمل سواء بالاسترقاق اللا إرادي أوالعبودية، أوعبودية الدَّيْن، والعمل القسري

ومن صور الإتجار بالبشر على سبيل المثال الإتجار بالنساء والأطفال لأغراض الدعارة والاستغلال الجنسي وبيع الأعضاء البشرية وعمالة السخرة واستغلال خدم المنازل وبيع الأطفال والزَواج القسري والسياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال واستغلال الأطفال في أعمال التسول والاستغلال السيئ للمهاجرين في الهجرة غير الشرعية واستغلال أطفال الشوارع.

 

والاتجار بالبشر يعد أحد أبرز صورالجريمة المنظمة التي تقوم بها بعض عصابات  إجرامية عالمية بهدف تحقيق الربح فيجعل من الإنسان موضوعا للجريمة ومن ثم فإنها تؤدي إلى الحط من الكرامة وإيذاء جسم الإنسان ونفسه إيذاء قد يصل في بعض الأحيان إلى الوفاة أو لإلى حدوث آثار نفسية ومعنوية يصعب تداركها

 

وتعد جريمة الإتجار بالبشر هي ثالث مصدر للتربح بعد جريمتي تجارة السلاح والمخدرات وبحسب تقديرات منظمة العمل الدولية في يونيو 2012 فإن ضحايا العمل القسري بما فيه الاستغلال الجنسي على مستوى العالم خلال الفترة 2002 – 2011 حوالي 20.9 مليون ضحية  بينهم 5.5 مليون من الاطفال وقد قدرت اجمالي الارباح التي حققها تجار البشر بحوالي 31.6 مليار دولار.

كما ورد في تقرير مكتب الامم المتحدة للمخدرات والجريمة لعام 2010 ان  79%من ضحايا الاتجار بالبشر قد تعرضوا لاستغلال جنسي وأن 18% من الضحايا قد تعرضوا للعمل القسري 3% من صور الاتجار الاخرى.

وقد أكد التقرير أن 66% من ضحايا الاتجار بالبشر هم من النساء وأن 13% من الفتيات, و12% من الرجال و 9% من الاولاد.

و في تقرير آخر أصدرته وزارة الخارجية الامريكية في يونيو من عام 2010 حول عمليات الاتجار في البشر ان اجمالي ضحايا الاتجار بالبشر من النساء والرجال والاطفال وجميع صور الاتجار في البشر حول العالم يقدر بحوالي 12,300,000 ضحية وان نسبة الملاحقات القضائية الناجحة لتجار البشر في عام 2009 قد بلغت 4166 حالة  من بينها 335 حالة سخرة وقد بلغ عدد الضحايا الذين تم التعرف عليهم 49,105 حالة يمثلون فقط  0.4 من اجمالي العدد المقدر للضحايا. كما اوضح التقرير ان نسب انتشار ضحايا الاتجار بالبشر هو 1.8 لكل 1000 نسمة وترتفع لتصل الي 3 لكل 1000 نسمة

وطبقا لما ورد بتقرير منظمة العمل الدولية  فإن أكثر من 12 مليون شخص ضحايا للعمالة القسرية أو السخرة سواء كانت بأجر أو دون أجر أغلبهم من النســاء والأطفال كما تقدر أرباح العمالة الإجبارية بـ32 بليون دولار سنوياً وأرباح الاستغلال للنساء والأطفال جنسياً بـ 28 بليون دولار سنويا وقد قدرت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النساء اللاتي يعملن بالدعارة بـ 500000 امرأة سنوياً.

أما بالنسبة للأطفال فقد قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” UNICEF ”  أن عدد الأطفال تحت سن 18 ضحايا الاتجار بالبشر سنوياً بغرض العمالة الرخيصة والاستغلال الجنسي بحوالي مليون ومائتي ألف طفل وطفلة يجبرون على البغاء سنويا كما أشارت تقارير المنظمة إلى أن حوالي أربعة ملايين من النساء والأطفال يتعرضون سنويا للتجارة غير مشروعة التي تحقق أرباحا طائلة لمنظمات إجرامية تصل إلى حوالي 5.9 مليار دولار أمريكي وأن معدل أرباح هذه الجريمة سبعة بلايين دولار أمريكي سنوياً نتيجة الاتجار بـ 4 ملايين ضحية.

تعد جريمة الإتجار بالبشر إحدى صور العنف ضد والنساء الأطفال القائم على التمييز ضدهم حيث يقوم المتاجرون باستغلال الضعفاء المعرضين للخطر من النساء والأطفال باستخدام القوَة الجسدية لإجبار الضحايا على ممارسة الأنشطة الجنسية واستغلالهم في الجنس التجاري

ونظرا لخطورة ظاهرة الإتجار بالبشر وآثارها الإجرامية فقد أولته كثير من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية والمنظمات الدولية غير الحكومية والجمعيات الأهلية اهتماما بالغا وقد صدر عدد من الاتفاقيات الدولية والبروتوكولات التي تعمل وفق منظور دولي على محاربة تلك الجريمة التي أصبحت تهدد الإنسانية والقيم الاجتماعية وتهدد أيضا الاقتصاد العالمي